+” المشاهد المغربي على موعد مع المسلسل الدرامي “عز المدينة” شهر رمضان المقبل، هل لك أن تحدثنا قليلا في البداية عما يميز هذا العمل باعتبارك سيناريست العمل الدرامي؟
==ما يميز هذا العمل كقصة و سيناريو، كونه يطمح منذ البداية أن يجمع بين أحداث قوية، مشوقة و ممتعة و مواضيع تمس عمق الحياة الاجتماعية للمواطن المغربي، فهو تعبير درامي عن قضايا الفساد و”الحكرة” و كثير من الصراعات الإنسانية المبنية على اختلافات عميقة في فهم الحياة و تصريفها إلى سلوكات يومية تجمعنا في فضاء الدرب أو الحي والمدينة، إلى جانب طبعا قصص حب رومانسية و ارتباطها بتحديات الواقع. الغاية من كل ذلك الانتصار لقيم إنسانية عليا و نبيلة دون الوقوع في أي شكل من الوصاية الأخلاقية والتعليمية المباشرة. فالدراما يجب أن تبقى فرجة وتماهي واندماج عاطفي قبل أي شيء آخر
+ تتناول قصة المسلسل قضايا عديدة قاسمها المشترك راهنيتها لكن أيضا جرأتها وحساسيتها رغم انتماءها للمعيش اليومي، ألا ترى أنها مغامرة؟
== كل عمل درامي فني هو مغامرة، لأنه مجرد محاولة لقراءة الواقع من زوايا معينة، مغامرة إيجابية مبنية على تراكم تجربة إنسانية، فنية وفكرية. منذ أن دخلت إلى المجال الفني وأنا أراهن على ارتباطه بالقضايا الفاعلة والمؤثرة في حياة المواطن. “عز المدينة” مشروع درامي نتج عن مبادرة اجتماعية، مواطنة حقيقية قبل أن يتحول إلى أحداث وشخصيات متخيلة بكل ما يتطلب ذلك من حبكة درامية في الحكي. يبقى أن أشيد بلجنة القراءة و مسؤولي الإنتاج بالقناة الأولى اللذين راهنوا على الإنصات لنبض المجتمع المغربي بكل ما يتطلب ذلك من جرأة أدبية. أتمنى أن نكون جميعا في مستوى تطلعات الجمهور المغربي والذي أصبحت له متطلبات وانتظارات كبيرة
+حكاية الحي العتيق “درب الحمام” هل هي رد اعتبار للأحياء القديمة والقيم السائدة فيها، أم مرثية لما آلت إليه الأوضاع في المدن العتيقة عامة؟
== أنا بطبعي متفائل، أي قصة أو أحداث بالنسبة لي هي مجرد ذريعة لتناول قضايا إنسانية، اجتماعية وحتى سياسية مهمة في قالب درامي ممتع من أجل الترفيه الإيجابي الذي يحاول محاكاة الأحاسيس والسلوكات وربما التأثير فيها من أجل التغيير إلى واقع أحسن. الحي العتيق هو رمز للهوية والجذور التاريخية ومرآة تعكس كل مراحل تطور المجتمع سواء كقيم سائدة، او كتطور إقتصاد، ثقافة و مواطنة، تطور إيجابي كان أم سلبي. درب الحمام يمثل عمق المدينة بكل ما آلت إليه من عنف وصراع وحب وتعايش بيننا كأفراد لهذا المجتمع المغربي المتحول. مهما حاولنا أن نتجه نحو العصرنة والتطور والتحرر، لن نحقق ذلك إلا إذا تصالحنا مع عمقنا الحضاري والإنساني، هذه المصالحة تتجلى مع مسلسل “عز المدينة” في الدرب العتيق وهو درب الحمام بكل ما يحمل من رمزية و تجذر تاريخي وانفتاح على مستقبل أفضل.
+عرف المسلسل في بدايته بعض الخلافات في ما يتعلق بالإخراج، في نظرك ألم يؤثر هذا الخلاف على العمل المنتظر عرضه في رمضان؟
==أي مشروع فني كبير وطموح لا يأتي من فراغ فهو نتيجة لمخاض وصعوبات. لا أود الوقوف كثيرا عند الخلافات التي وقعت ذلك أنني حاولت قدر جهدي حينها أن لا تتطور. خصوصا أن علاقتي بطرفي الخلاف كانت ولا تزال جيدة فنوفل براوي صديق عزيز، احترمه و اقدره، وخالد معقول منتج تعامل معي بشكل راقي و فيه تقدير كبير لمجهودي الإبداعي. منتج أصبحت تجمعني به علاقة مهنية وإنسانية رائعة، نظرا للوضع الاعتباري الذي تعامل به معي ككاتب و فنان، ما يجعلني أشهد له و بكل صدق بجديته و حسن أخلاقه و كرم تعامله. ما أتمناه اليوم هو أن يكون المسلسل بكل طاقمه الفني والتقني والانتاجي في مستوى ثقة المسؤولين على القناة الأولى وخصوصا في مستوى انتظارات الجمهور المغربي المتعطش للأعمال الدرامية الكبيرة. جمهور أعده بأنني لن أدخر جهدا في كل مرة أتيحت لي الفرصة أن أقدم له عملا جديدا إلا وأن يكون عملا فنيا راقيا، فيه احترام لذكائه وجمالية ذوقه وعمق إنسانيته. الإبداع ليس جبهة وسنطيحة كما يعتقد البعض، الإبداع، فكر، ثقافة جمال وقيم عليا هو نتيجة تراكم معرفي ومجهود وعمل جبار.
المصدر: أخبار اليوم