الرئيسية / عين على التلفزيون / صراعات تهز دار البريهي بين جناحي “التحكم” و”الحكامة”

صراعات تهز دار البريهي بين جناحي “التحكم” و”الحكامة”

“هي حرب طاحنة متصاعدة بين جناحين تذكي أطراف خارجية لهيبها وتزيدها اشتعالا”، بهذه العبارة لخص مصدر مسؤول داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ما يجري وراء أسوار دار البريهي.

بدأت الحكاية بحملة ممنهجة على بعض مسؤولي الشركة ومدرائها استعمل فيها من أسماهم مصدر الجريدة “جناح التحكم” أسلوب الإشاعة والضرب تحت الحزام، قبل أن يلتقطوا فشل المشاركة الأولمبية في باريس ويشرعوا مرة أخرى في شحذ السيوف والسكاكين.

منذ أزيد من سنتين ومدير الافتحاص بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يتعرض لسلسلة هجومات، انطلقت مباشرة عقب وقوفه على اختلالات في التسيير تورط فيها مسؤولون وجدوا أنفسهم في “الكاراج”، تلا ذلك استنفار داخل الدائرة الضيقة لجناح التحكم بعد أن استشعر عرابوه قرب وصول يد الافتحاص إلى ملفاتهم.

مدير الافتحاص واحد من فريق النخبة الجديدة الذي قرر العمل بعيدا عن أي ضغوطات أو تعليمات، مغامرة قرر خوضها ويدفع ثمنها اليوم ومستعد حسب مقربين منه “السير قدما ولو كلفه الأمر منصبه، ولن يثنيه عن عمله غير كشف الملفات والاختلالات ومعاقبة المتورطين مهما كانت رتبهم ومسؤولياتهم”.

ولأن الرئيس المدير العام مدرك لأهمية مراقبة التسيير داخل الشركة، خصوصا بعد أن اطلع تقارير وملفات تفوح منها رائحة الاختلالات والشبهات، قرر جناح التحكم توجيه الحرب نحو الباطرون نفسه ومدير ديوانه، وكانت مشاركة المغرب في الألعاب الأولمبية المخيبة للأمال فرصة لا تعوض لتنطلق الحملة من جديد، بدواعي مختلفة هذه المرة، لكن الهدف واحد: ممنوع الاقتراب من ملفات معسكر التحكم.

الملفات التي على مكتب العرايشي، يقول مصدر مطلع إنه ليس من المستبعد أن تظهر بعض فقراتها في تقارير المجلس الأعلى للحسابات، الأمر الذي جعل الرئيس المدير العام يركز على مراقبة التسيير وفرض الحكامة في كل جوانب تسيير دار البريهي ومنح الضوء الأخضر لمديرية الافتحاص للنبش في أي ملف “مشتبه فيه”، مادام الأمر يسير وفق أسس قانونية.

المثير في حرب “كسر العظام” بين مسؤولي دار البريهي ترديد اسم المدير العام، على لسان البعض واستغلاله أحيانا كثيرة لتمرير قرارات وبث الرعب في موظفين صغار لا شأن لهم بما يجري بين جناح “التحكم” وجناح “الحكامة”، ما يفرض خروجا للمدير العام وتوضيح موقفه وموقعه مما يجري،كي لا يفسر صمته كانتصار لطرف على آخر أو يؤول هذا الصمت على أنه اشتغال خارج جبة الرئيس العام وتوجهاته .

فالحروب تُدار بالإصالة أو النيابة وعلى المدير العام أن يخرج من برجه العاجي فلا منزلة بين المنزلتين حين يتعلق الأمر بمؤسسة عمومية ومصالحها الحيوية بما فيها ربط المسؤولية بالمحاسبة وتكريس الحكامة.

هي إذن، حرب بين نخب جدبدة بدماء جديدة وبين وجوه من الحرس القديم تحركها مصالحها الضيقة والشخصية، هي أيضا حرب استغلتها جهات إنتاجية خارجية هشة ومتورطة في الفساد، تزيدها اشتعالا للحفاظ على بعض مصالحها التي بدأت تتهاوى، خصوصا وأن دماء الحكامة بدأت تُضخ في شرايين الشركة ما يعني أن لا مكان لهم مستقبلا في خريطة الإعلام السمعي البصري، مادامت غامرت بدخول اللعب بين الرجلين دون أن تكون لها القدرة على ضبط الإيقاع، ففن الاصطفاف أصعب من الاصطفاف، والتحكم عن بعد، يجر معه دوما ضحايا مهما كان تموقعهم أو مسؤولياتهم،فلا أحد فوق القانون والمخزن ما بو حد،كما يقول أجدادنا واللي حسب بوحدو تشيط ليه كما قال سلفنا .

شاهد أيضاً

رشوق تتألق في تونس وتهدي المغرب جائزة مهرجان الإذاعة والتلفزيون

توفيق ناديري بعد مسار إعلامي طويل وناجح في الإعداد والإشراف على العديد من البرامج الوثائقية …

بوابة Snrt نيوز تكسب ثقة المغاربة وتنافس أكبر مصادر الأخبار

كشف تقرير حديث أصدره معهد رويترز للصحافة حول الأخبار الرقمية لسنة 2024، أن وسائل الإعلام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.