توفيق ناديري
تعيش القناة الثانية على وقع أزمة مالية حادة تتطور بشكل ملحوظ مع توالي الشهور، فقد كشف مصدر مسؤول أن العجز المالي للقناة وصل إلى حدود نهاية شهر دجنبر من السنة الماضية، إلى ما يقرب من 72 مليار سنتيم، ما يعني أن الرقم قد يكون قد وصل إلى ما يقرب من 80 مليار سنتيم في نهاية السنة الجارية، ما يجعل تدخل الحكومة بشكل عاجل، أمرا ملحا لعدم تفاقم الوضعية الصعبة للقناة قبل فوات الأوان.
وأوضح المصدر ذاته، أن الأزمة المالية أثرت بشكل كبير على التنافسية والاستثمار والاستمرار في الوفاء بالإلتزامات إزاء المتعهدين في مجال البث والإنتاج الخارجي واقتناء المعدات، كما سجل تأثر الإنتاج الداخلي و سير عمل المكاتب الجهوية، فضلا عن حصول تأخيرات في صرف الأجور بين الفينة والأخرى وتأخيرات تتعلق بالاقتطاعات في الصناديق الاجتماعية، دون نسيان الإشارة إلى ارتفاع نسب السندات وعدم سداد الضرائب.
و في هذا السياق،أكد مصدر آخر أن الأزمة المالية الخانقة التي تتخبط فيها القناة الثانية خلقت العديد من المشاكل الراهنية من بينها احتجاز 24 كاميرا من قبل الجمارك منذ أكثر من عام، نظرا لعجز القناة على أعداء المستحقات اللازمة اتجاه مديرية الضرائب بعدما وصل المبلغ يصل لى 150 مليون درهم، كما حكمت المحكمة على القناة بالافراغ في مكتب طنجة بسبب عدم قدرتها على أداء واجبات الكراء،وهو الأمر الذي يتهدد مكاتب أخرى بالمملكة، كما سجل انقطاع البث عبر قمر نايل-سات، بشكل إنذاري لمدة ساعة، نتيجة عدم القدرة على الأداء والحرمان من العائدات الإشهارية وعدم الوفاء بالإلتزامات اتجاه الهيأة العليا للإتصال السمعي البصري.
وأضاف المصدر أنه تم احتجاز تجهيزات إذاعة راديو 2M نظرا لعجز القناة على الأداء ، كما سجل المصدر حصول عجز عن تشغيل شاشة تم اقتناؤها لتحديث استوديو الاخبار، وذلك بسبب عدم القدرة على شراء باقي التجهيزات لتشغيلها، إلى جانب التأخر المتكرر في أداء مستحقات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، والصندوق البيمهني المغربي للتقاعد وحصول لتأخر المتكرر في أداء جزء من الأجور، أو التعويضات عن المهام، أو التعويضات عن التأمين عن المرض.
ودق المصدر ناقوس الخطر فيما يخص تحول المنتجين والفنانين عن القناة، وشروعهم في التعامل مع قنوات أخرى، بسبب تأخر دوزيم عن أداء المستحقات، أو بسبب التعويضات الضعيفة بالمقارنة مع ما تؤديه لهم قناة MBC5 ، كما سجل المصدر إفلاس عدد من المقاولات وشركات الإنتاج الصغيرة بسبب تأخر القناة في أداء المستحقات الواجبة عليها اتجاههم.
