ينظم مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، عرسا ثقافيا كبيرا بمناسبة الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية 2966 بمدينة مكناس وذلك يوم 9 يناير 2016، من خلال برنامج متنوع يمزج بين الثقافة والفن وحسب المنظمين لهذه التظاهرة الثقافية الكبرى فإنها تأتي من أجل المساهمة في بناء وطن يتسع لجميع أبناءه ولكل أحلامهم، وفي بناء وطن التعدد الذي يطلق العنان للمبادرة والإبداع الخلاق، ولتقوية الممارسة الديمقراطية وإعلاء ثقافة المواطنة. والدافع وراء الاحتفال السنوي بحلول السنة الأمازيغية له كذلك خلفية حقوقية واضحة، واستحضار سؤال الهوية في صيرورته التاريخية، وكيف حاولت الأديان طرح إشكالات الهوية و معالجته، وكيف يجيب السياسيين من مختلف المشارب عن سؤال الهوية عندما يطرح عليهم سؤال الأنا والآخر. ذلك أن كثيرا من المؤرخين المعاصرين لاحظوا بأن أحداثا كثيرة تواترت على المغرب في الشهور الأخيرة مست سؤال الهوية من منطلق الإحالة الدينية و المشترك أو المفترق من القيم والعادات والتقاليد، وانتهى البعض منهم إلى أنه بقدر ما يفضي سؤال الهوية إلى الكشف عن ثنايا الذات الجماعية، بقدر ما يركب ذلك من أخطار قد تهدد تماسك المجتمع مستقبلا في سياق إقليمي وجهوي أصبح فيه الاختلاف الإثني والمذهبي والديني وغيره واجهات للقتل المدر المثير للغثيان وتدمير مآثر حضارات دامت قرونا. في حين لاحظ البعض الآخر منهم أن التعبير عن الهوية العميقة ببلادنا متعدد من خلال العمران واللباس والطبخ والغناء والرقص والأدب والفكر، فالأحادية والمرجعية الوحيدة والأصولية المقسمة للعالم إلى شطرين، أنا والآخر، لم تجد لها مكانا داخل التاريخ المغربي رغم الكثير من الفترات المؤلمة التي مر منها المغرب.
