مرون .. قصة مغربي اقتنصته رصاصات جنود الانقلاب بتركيا

ما تزالت جثة جواد مرون، الشاب المغربي ابن مدينة طنجة، في اسطنبول التركية، بعدما لقي حتفه برصاص الجنود الأتراك ليلة المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في وقت يصر فيه مقربون منه، بمن فيهم والداه وزوجته الحامل في شهرها الخامس المنحدرة من خريبكة، على ضرورة تدخل المسؤولين المغاربة لتسهيل الإجراءات.

وتناقلت وسائل إعلام تركية، الناطقة بالعربية وبالتركية، خبر “استشهاد” جواد مرون على يد الانقلابيين، واعتبرته رمزا من رموز الوفاء للديمقراطية والإرادة التركية؛ حيث كان الراحل من بين الحشود التي استجابت لنداء أردوغان الذي أطلقه عبر القنوات التلفزية ومواقع التواصل الاجتماعي مستنفرا مؤيديه للنزول إلى الساحات لصد المحاولة الانقلابية.

وغادر جواد، الذي رأى النور في السابع من يوليوز 1984 بطنجة، المغرب قبل ست سنوات متوجها صوب تركيا بغرض العمل في التجارة الحرة؛ حيث كان يشتغل بحي بني مكادة في مهنة الخياطة، فيما نفت زوجته، التي تنحدر من مدينة خريبكة والحامل منذ خمسة أشهر، الأخبار التي راجت في وسائل إعلام تركية ومغربية بكونها تحمل الجنسية التركية.

ورغم أن المصالح القنصلية في اسطنبول، بحسب ما توصلت به هسبريس من معلومات، قد فتحت خطا هاتفيا أخضر لتلقي اتصالات المغاربة في تركيا قصد متابعة الأوضاع منذ ليلة المحاولة الانقلابية الفاشلة، إلى جانب بريد إلكتروني، إلا أن أسرة الراحل جواد مرون تشدد على صعوبة التوصل بمعطيات شافية عن ابنها وإجراءات نقل جثته إلى المغرب.

وقدمت وسائل إعلام تركية، منها وكالة الأنباء الرسمية “الأناضول”، الراحل جواد مرون كشخصية مندفعة باعتباره “خرج ملبيا النداء مع آلاف الأتراك متصديا بصدره العاري لدبابات الانقلابيين”، ورأت فيه رمزا مغربيا من رموز التضحية “في سبيل إفشال خطة الانقلابيين ضد حكم أردوغان”.

وبلغت الحصيلة الرسمية شبه النهائية لضحايا المحاولة الانقلابية الفاشلة، التي جرت ليلة الجمعة الماضي، 208 من القتلى، بينهم 60 شرطيا و3 جنود و145 مدنيا، بالإضافة إلى 1491 من الجرحى، فيما وصل عدد الموقوفين إلى 7543، بينهم 100 شرطي، و6038 عسكرياً يحملون رتباً مختلفة، و755 من جهاز القضاء، و650 مدنياً.