الرئيسية / عين على التلفزيون / ما خلفته السنة الماضية سينمائيا

ما خلفته السنة الماضية سينمائيا

بقلم عمر بلخمار

مع حلول السنة الميلادية الجديدة يتساءل كل مهتم بالميدان السينمائي ببلادنا ماذا خلفته السنة الماضية التي ودعناها من أحداث أو مستجدات إيجابية أو سلبية ، من أبرزها ظاهرة اختفاء القاعات السينمائية التي تواصلت باختفاء أربع قاعات أخرى ليصبح عدد القاعات المتبقية ببلادنا حاليا 21 قاعة مع الإشارة إلى أن البعض منها لا تتوفر فيه الظروف الجيدة للفرجة السينمائية ، و هذا العدد يخص القاعات طبعا و لا يخص عدد الشاشات علما بأن بعض القاعات (المركبات) تتوفر على أكثر من شاشة واحدة مثل ما هو الشأن بالنسبة لمركبات “ميغاراما” في بعض المدن المغربية ، و من الأخبار السارة أن قاعة الكوليزي بالرباط التي اختفت منذ سنوات خلت ستعوض بأربع شاشات في بداية هذه السنة الجديدة، كما سيتم فتح قاعة “غويا” بطنجة بعد إصلاحها و ترميمها. الأفلام المغربية المدعومة و التي استفادت من تسبيق على المداخيل قبل الإنتاج من طرف لجنة الدعم بلغ عددها ستة عشر فيلم طويل و خمسة عشر فيلم حول الثقافة و التاريخ و المجال الصحراوي و فيلمين قصيرين فقط ، و هي أرقام تبرز أن عدد الأفلام الطويلة و القصيرة التي تم دعمها قبل الإنتاج خلال السنة الماضية يقل في مجمله عن ما كان عليه الأمر في سنة 2015. الأفلام التي تم دعمها بعد الإنتاج خلال السنة الماضية بلغ عددها 19 فيلم طويل و 15 فيلم حول الثقافة و التاريخ و المجال الصحراوي و خمسة أفلام قصيرة. التراكم الحاصل في الأفلام الطويلة و القصيرة المدعومة و غير المدعومة التي أنتجت خلال السنتين أو السنوات الثلاث الماضية رفع عدد الأفلام الجديدة ببلادنا إلى ما بين 20 و 25 فيلم طويل سنويا و ما لا يقل عن 80 فيلم قصير، و هي أفلام لا يمكنها المشاركة كلها في مسابقة المهرجان الوطني للفيلم الأمر الذي فرض على المسؤولين بالمركز السينمائي المغربي منذ بضع سنوات إحداث لجنتين لاختيار الأفلام التي تستحق المشاركة في هذه المسابقة ، إحداهما خاصة بالأفلام الطويلة و الأخرى خاصة بالأفلام القصيرة. الأفلام المغربية المنتجة تنوعت أنواعها بين ما هو تجاري في أغلبها و ما هو سينيفيلي في البعض القليل منها و ماهو بينهما ، البعض منها أنعش القاعات و البعض منها لم تتح له فرصة العرض لمدة طويلة بدعوى انه غير مربح تجاريا ، و البعض الآخر لم يعرض إلا في قاعة “الفن السابع” التابعة للمركز السينمائي المغربي. البعض من هذه الأفلام كان أكثر جودة و تميز عن غيره ، و أخص بالذكر فيلم “عرق الشتا” لحكيم بلعباس الذي حصل على عدة جوائز في مهرجانات مختلفة . تجدر الإشارة أيضا إلى أفلام مغربية أخرى تم اختيارها في مهرجانات أجنبية داخل إطار المسابقة الرسمية أو خارجها من بينها فيلمي “وليلي” لفوزي بنسعيدي الذي شارك في مهرجان البندقية و “غزية” لنبيل عيوش الذي شارك به في مهرجان تورنتو بكندا. الأفلام المغربية مازالت تحتل المرتبة الأولى من ناحية المداخيل المالية في القاعات السينمائية ببلادنا متقدمة على الأفلام الأجنبية عموما و الأمريكية و الهندية خصوصا و على رأسها فيلم “في بلاد العجائب” لجيهان البحار. شهدت السنة الماضية أيضا تنظيم ما لا يقل عن 80 من المهرجانات و الملتقيات السينمائية الكبيرة و المتوسطة و الصغيرة بمختلف أنحاء المغرب من بينها ما هو مدعوم من طرف الدولة (لجنة دعم المهرجانات) و منها من هو مدعوم من طرف بعض الهيآت المحلية فقط، و منها ما هو مدعوم من الطرفين معا ، و هي ظاهرة جيدة نظرا للدور المهم الذي تلعبه هذه التظاهرات في إيصال الأفلام الطويلة و القصيرة و في إيصال الثقافة السينمائية إلى قرى و مدن صغيرة تنعدم فيها القاعات و الأنشطة السينمائية. الحدث البارز الذي شهدته السنة الماضية فيما يتعلق بالمهرجانات كان هو عدم تنظيم الدورة 17 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش و تم تأجيلها إلى هذه السنة الجديدة ، و تم تبرير ذلك بضرورة إجراء تغييرات جديدة على مستوى التنظيم كي يصبح المهرجان أكثر مواكبة للتطورات، و قد خلف هذا التأجيل فراغا كبيرا و ملموسا. يمكن القول أن القطاع السينمائي ببلادنا أصبح أكثر نشاط و حركية من باقي القطاعات الفنية و الثقافية الأخرى ، و قد نظمت في مختلف أنحاء المغرب خلال السنة الماضية عدة أنشطة ثقافية و فنية سينمائية متنوعة أذكر من أبرزها الجامعة الصيفية التي نظمتها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمحمدية و نشاطين نظمتهما الجمعية المغربية لنقاد السينما أولهما يومين دراسيين حول واقع النقد نظما بتعاون مع جامعة الأخوين بإفران ، و ثانيهما نظم بمدينة طنجة حول التجربة السينمائية للمخرج أحمد المعنوني في إطار النشاط السنوي الذي تنظمه الجمعية تحت عنوان “سينمائيون و نقاد”. يمكن القول أن الميدان السينمائي كان في مجمله نشيطا ببلادنا خلال السنة الماضية مثل ما كان عليه الأمر خلال السنوات التي سبقتها و التي عرفت هي أيضا تطورا على مستوى إنتاج الأفلام الطويلة و القصيرة ، و لكننا لا زلنا نعاني من اختفاء القاعات السينمائية و من ضعف توزيع الأفلام المغربية على نطاق أوسع، و لا نزال ننتظر بأحر من الجمر أن تصل بعض أو أحد أفلامنا إلى المستوى الفني و الإبداعي الذي نطمح إليه و الذي يمكن المغرب من الحصول على جائزة أو جوائز بأكبر المهرجانات السينمائية الدولية، و كل عام و انتم بخير و السينما أيضا.

شاهد أيضاً

وثائقيات الأولى.. طفرة الكم وجودة الكيف بدأت منذ أزيد من عقد من الزمن

توفيق ناديري شرعت القناة “الأولى”، الاثنين 30 شتنبر الماضي في بث عرض واسع وجذاب من …

الهولدينغ السمعي البصري العمومي … المرور للسرعة القصوى

فيصل العرايشي الذي أعرفه !!!

توفيق ناديري خلق الأداء المغربي المخيب للآمال في الألعاب الأولمبية، رغم بعض النقط المضيئة رجة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.