زووم24
هو اللقب الواحد والعشرين للبطولة…على امتداد أزيد من 80 سنة من الوجود…والإبداع.
الوداد وهي تقتنص لنفسها رقم 21…كانت كمن يتلاعب بأرقام سنة 2021، فهي غادرت مربع 20 لقبا للبطولة لتمر إلى رقم 21…وكلا الرقمين مجتمعين في السنة الحالية…!
في غمرة تتويج هذا الفريق المغربي، ارتأيت أن تكون تهنئتي مستمدة من التاريخ، فربما الحاضر تكفل به كثيرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي…بكرم كبير ومنطقي.
هو فريق خُلق ليسجل حضوره وطنيا وسط فرق فرنسية تداولت على ألقاب البطولة منذ سنة 1916 إلى غاية 1955، قبل أن يجد نفسه في مرحلة لاحقة برسالة أخرى…تثبيت الحضور وطنيا، ثم تحقيق الامتداد عربيا وإفريقيا.
للتاريخ، وداد بنجلون لعبت ضمن العصبة المغربية التابعة للجامعة الفرنسية وقارعت فرقا وطنية وأخرى فرنسية، كما سجلت حضورها في مباريات بالمنطقة الخليفية بتطوان والمنطقة الدولية بطنجة، ليكون حضورها في منافسات شمال إفريقيا أمرا بديهيا، وبعد ذلك بفرنسا ضمن منافسات كأس الجمهورية.
شهر شتنبر 1955 ستكون الوداد من بين الفرق التي رفضت خوض بطولة أراد لها رئيس العصبة المغربية شارل كريكير أن تجري رغم انطلاق مفاوضات إيكس ليبان الخاصة بترتيبات استقلال المغرب، قبل أن يشارك الفريق الأحمر في بطولة الكريتيريوم التي لم تكن سوى تخريجة فرنسية رديئة الإخراج سرعان ما توقفت بقناعة من جميع المتدخلين في اللعبة.
رجالات الوداد كانوا احد الفاعلين في المخاض الانتقالي طيلة سنة 1956 من أجل التأسيس لجامعة ملكية مغربية يوم 26 يناير من سنة 1957…بطبيعة الحال إلى جانب مرجعيات من حجم عبد السلام بناني والسيتل العيساوي عن العصبة الحرة وآخرين من أمثال مصطفى بلهاشمي واحمد النتيفي وبوبكر لزرق ومولاي ابراهيم بلحسين التونسي…كيف ذلك..؟
بعد إعلان انتهاء نظام الحماية يوم 2 مارس 1956، أعلنت العصبة المغربية يوم 7 أبريل عن قرارها القاضي بالتحول إلى جامعة مغربية، ويوم 25 ماي سيتم تشكيل لجنة مؤقتة لتدبير شؤون كرة القدم المغربية والإعداد للجمع العام…وضمن هذه اللجنة كان هناك رجلان من الفريق الأحمر بصفتهما أعضاء في العصبة المغربية هما عزالدين بنجلون وعبد الرحمن الخطيب، إذ ساهما في التأسيس لكرة القدم بالمغرب ما بعد 44 سنة من الحماية الفرنسية…علما أن الحاج محمد بنجلون كان قبل ذلك نائبا لرئيس لعصبة المغربية وأحد مدبري الشأن الرياضي قبل الاستقلال.
وفي ظل لجنة مؤقتة لتدبير شؤون كرة القدم المغربية سجلت الوداد حضورها في تصفيات مزدوجة لتحديد الأقسام وبطل كأس العرش…وقُدر لها أن تضيع اول لقب لكأس العرش “بحسن نية”، لكنها وضعت على كتفها نياشين اول لقب لبطولة مغرب مستقل.
الوداد حضر برجالاته طيلة عقود تلت الاستقلال، سواء كنخبة مؤثرة في تدبير كرة القدم المغربية ضمن جامعة كرة القدم، أو صانعة للقرار على المستوى الرياضي بوزيرين في الستينيات والسبعينيات….مع أسف كبير على عبد الرزاق مكوار الذي حال اختيار سياسي بينه وبين الاستوزار خلفا لأرسلان الجديدي.
الوداد، الذي اخترت تهنئته انطلاقا من تاريخه، يحمل إلى جوار بعض الأندية المغربية عبء تجسيد المنحى التصاعدي لكرة القدم المغربية في العشرية الأخيرة، والبداية بهيكلة داخلية احترافية تعكس أداء الفريق في البطولات التي يشارك فيها…فالابتعاد بعدد الألقاب يتوجب أن يصاحبه ارتقاء بالعمل الإداري…وآنذاك ستكون انطلاقة من نوع آخر…فالفريق لم يعد مسموحا له ملامسة الهواية حتى في أبسط جزئيات التدبير.
في عيد البطولة، اخترت الكلمة أعلاه، وأيضا الصورة أدناه، وقيل عن الصورة انها تعادل ألف كلمة، لكن ربما أحيانا آلاف الكلمات.
الصورة توثق لمباراة جمعت الوداد المغربي بفريق سلوفان بريتسلافا بالدارالبيضاء بتاريخ فاتح يناير 1963 بقيادة الحكم عبد الكريم الزياني ومساعدة حكم الشرط مصطفى صبري. المباراة كانت تكريمية للأسطورة المغربية العربي بنمبارك…وهو اختار أن يكون تكريمه واعتزاله رسميا وهو حامل لقميص الوداد في سن 46 سنة وبضعة أشهر…تلك هي روح الوداد.
طاب يومكم.
د. منصف اليازغي