ربما لم يخطر ببال “خديجة أمرير ” البتة وهي تلج السجن أنها ستعانق الحرية من جديد ، بعدما قضت داخل أسواره مدةة ناهزت 21 سنة ، مدة كانت كافية للسيدة في استجلاء البون الشاسع بين معاني الحرية والقيد .
ونظرا لحسن سلوكها وسيرتها داخل السّجن، استفادت خديجة من العفو الملكيّ ثلاث مرّات، إذ تمّ تحويل عقوبتها من الإعدام إلى المؤبّد، ثمّ من المؤبّد إلى المحدّد، قبل أن يقلّص آخر عفوٍ من عقوبتها المتبقية بمقدار سنتين، وتعانق الحرّية مساء الاثنين 1 غشت.
وفي تصريحٍ بمناسبة هذه اللحظة الإنسانية، قالت خديجة: “دخلتُ السجن إنسانة وها أنا أخرج منه إنسانة أخرى..ظللتُ صامدة ومتسلحة بالصبر واليقين حتى جاءت هذه اللحظة التي يصعب أن يتصوّر أي شخص ماذا تعني لي. لقد كنت متأكدة أن هذا اليوم سيأتي.. أشكر الملك محمد السادس على العفو الذي منحني حياةً جديدة؛ كما أشكر المجلس الوطني لحقوق الإنسان على كلّ مجهوداته”.
وأضافت خديجة: “أشكر كل من دعمني نفسيا ومعنويا داخل السجن..لقد كان النزلاء والعاملون بمثابة أسرةٍ لي، وأريد أن أطلب ممّن تركتهم وراء القضبان ألا يفقدوا الأمل في معانقة الحرية يوما”.
أمرير كانت طيلة المدة التي قضتها خلف القضبان سجينة منضبطة ومثالية لم تكبح الأقفال جماحها وطموحها للتحصيل العلمي من داخل المؤسسة السجنية ، كما لم تثني عزيمتها لبلوغ مطمحها في العودة إلى حضن أسرتها الصغيرة المكونة من شاب وشابة في مقتبل العمر .