بعد 3 سنوات من ظهور تطبيق الهواتف الذكية “تيندر” المثير للجدل، استطاع أن يُراكم ما لا يقل عن 20 مليون مستخدم نشيط عبر العالم، والذي يُسوق لنفسه كوسيلة تواصل ذكية، تراهن على “المواعدة بطريقة ممتعة وأكثر إغراءاً من تطبيقات التواصل الاجتماعي التقليدية”، ليجد له في وقت وجيز مجتمعا من المعجبين بالمغرب. وعلى الرغم من عدم توفر أرقام دقيقة متعلقة بعدد مستخدميه بالمملكة، فمازال غموض “التصور” الذي أبدعه مبرمجو هذا التطبيق – الذي بات ينعتُه البعض بـ”القواد الجديد”– يُغري يوما بعد يوم المستخدمين المغاربة للهواتف الذكية، الذين أصبح عددهم يُناهز الـ 9.4 مليوناً، 85% منهم مُتصلون بشكل دائم بشبكة الأنترنيت.
مواعدات، جنس وأشياء أخرى
يُغادر “رضا.ب” في عجلة من أمره مكان عمله بأحد “مراكز النداء” (بحي أكدال بالرباط)، ليقصد مقهاه المفضل، ليس للاستمتاع بجلسة دردشة مع أصدقائه، بل من أجل الاختلاء بنفسه رفقة صديقه الجديد “تيندر”. لا تفارق عينا هذا الشاب – الذي لم يتجاوز عمره الـ 24 سنة – هاتفه الذكي، وبأصبعه الملتصق على الشاشة يُحرك يمنة ويسرة صور “الفتيات غير الجميلات”، ليقف طويلاً أمام الجميلات إن وجدهن، “فبنظرة واحدة يأتي الحكم سريعاً”، وفي حال كان حكم الفتيات مماثلا، يتيح لهُ تطبيق “تيندر” فتح نافذة للدردشة، تليها “مواعدات وأشياء أخرى”.يقول “رضا.ب” الذي يستعمل “تيندر” منذ 4 أشهر : “بواسطة هذا التطبيق استطعت أن أواعد 8 فتيات لا يبعدن عني إلا كيلومترات معدودات”، مضيفاً أن “أغلب من يعرفهم عن قرب، يستعملون تيندر لغرض واحد، وهو البحث عن علاقات جنسية عابرة”، ليستطرد قائلا : “أن عاملات الجنس ينشطن كثيراً على هذه المنصة، ونادراً ما تجد فتاةً تستعمل “تيندر” من أجل هدف بريئ .. لكن هذا يبقى رأياً خاصا بي”.“إيمان” طالبة جامعية، وهي من “المهووسات” – حسب قولها – بـ”تيندر”، تحكي ذات الـ 22 ربيعاً تجربتها مع هذا “التطبيق العجيب” : “أنا شخصياً لا أستعمل تيندر بهدف إنشاء علاقات جنسية عابرة بالأساس، بل – بصراحة – للبحث عن علاقات عاطفية جادة”، مضيفة أن “ما يُميز “تيندر”، هو تحديده بذكاء للموقع الجغرافي للإنسان الذي يُعجبك بروفايله، وهذا يُعطي بعض المصداقية للشخص الذي يتواصل معك، على خلاف التطبيقات الأخرى”.