أثارت التصريحات الأخيرة لناصر الزفزافي خلال جلسات محاكمته على خلفية أحداث الحسيمة، جدلا كبيرا ،بالنظر إلى التحول الكلي لمواقف الزفزافي إزاء رجال الأمن، واستغرب المتتبعون للشأن الوطني بكثير من الأسئلة العالقة، من هذا التغير الجذري للزفزافي وخلفيته ومراميه وأهدافه العميقة والملتسبة والمتناقضة في الوقت ذاته، بعدما نوه برجال الأمن ودعا لتحسين وضعيتهم و تأسيس نقابة، هذا فضلا عن تعبيره الغريب عن عن الأسى للوضعية الصحية لرجل الأمن الذي أصيب بشلل جراء أحداث العنف والشغب التي رافقت أحداث الحسيمة.
بعض المحللين رأوا في هذا التحول اللافت محاولة يائسة من الزفزافي لتقديم الاعتذار و محو صورته السابقة التي تحرش فيها برجال الأمن واتهمهم بالتعذيب، ودعا إلى التظاهر الذي رافقه عنف غير مسبوق في وجه القوات العمومية، في الوقت الذي كانت فيه أصوات وطنية صادقة تدافع عن طرح التهدئة وتجنب استهداف رجال الأمن وإعلاء مصلحة الوطن عن أي مطامح أو أطماع تخريبية داخلية وخارجية.
ويتجه محللون آخرون إلى تبني طرح ثان يتأسس على نهج الزفزافي استراتيجية جدديدة على تسويق صورة المهادن والمعتذر عبر كلمات فهم منها الإحساس بالندم من استهداف رجال الأمن وجلب تعاطفهم لأسباب غير معروفة، في حين أن الأرقام التي عرضت أمام محكمة تشير إلى إصابة ما يقرب من ألف مصاب من رجال الأمن، ما يمنح الزفزافي، حسب فهمه واعتقاده وأحلامه، إمكانية لجوء المحكمة إلى التخفيف من الحكم الذي ستصدره في حقه على خلفية مسؤوليته في تلك الأحداث، متناسيا مآسي الضحايا وعائلاتهم وتعرض الوطن وسيما منطقة الحسيمة لعمليات ترويع وفوضى عطلت مسار التنمية وحلقت جوا من الاحتقان الاجتماعي .
