بقلم: خالد فائق
هل سمعتم يوما عن التقشف في الخليج؟؟ نعم أقول الخليج والخليج العربي ليس بخليج آخر!! من اليوم فصاعدا دول الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية سينهجون سياسة التقشف التي قد تفي بالغرض أو لا تفي به حسب تطورات الأوضاع في المنطقة وإلى ماذا ستؤول إليه هذه الحرب الغير المعلنة رسميا على محطات التلفزيون و الإذاعات، بالعودة إلى إجراأت التقشف هل تعلمون أن السعودية في طريقها إلى رفع الدعم عن المحروقات و الماء و الكهرباء بل و الأكثر من ذلك ستعيد النظر في الزيادات الأخيرة للأجور المتزامنة مع الربيع العربي كل هذا وأكثر من الإجراأت التي من شأنها أن تخفف من عبئ الأزمة المالية الخانقة التي تمر منها بمعية باقي أعضاء مجلس التعاون الخليجي نتيجة الهبوط الحاد في أسعار البترول والتي بلغت خمسين دولارا للبرميل الواحد أو أقل من ذلك بقليل مع العلم أن آل سعود هم من كانوا وراء تخفيض هذه الأسعار في خطوة لمعاقبة إيران وروسيا والضغط عليهما للتراجع عن دعم الأسد في سوريا هنا يحضرني المثل المغربي الشهير ( باش قتلتي باش تموت ) إلا أن موت العربية السعودية إقتصاديا سيكون على نحو بطيئ خصوصا بعد توقع الخبراء وصندوق النقد الدولي إستمرار هذا الوضع لمدة تزيد عن خمس سنوات عجاف خمس سنوات لن يبارح فيها ثمن البرميل الواحد مكانه والمحدد في خمسين دولارا وما يزيد الطين بلة أن دول مجلس التعاون الخليجي تعتمد بشكل كبير جدا على مداخيل النفط ولا توجد عائدات بديلة بنفس الثقل الذي تشكله عائدات النفط اللهم إذا استثنينا بعض الإستثمارات هنا وهناك وأمام هذا الوضع الذي هو مشابه للموت البطيئ لا يسع دول الخليج إلا التحرك وسريعا للخروج من الأزمة الخانقة والتي سيظهر مفعولها على الأمد المتوسط إن لم أقل القريب ويبقى الحل الوحيد أمامها هو التخلص نهائيا من كل صراعات العدم التي تتخبط فيها تارة مع اليمن وتارة في سوريا وتارة أخرى مع مصر في إشارة للشد و الجذب الحاصل بين الدوحة وقاهرة المعز كل هذا يجعل دول الخليج تستنزف خيراتها ومواردها الطبيعية في سبيل حروب لا ناقة ف فيها ولا جمل وأن تقتصر فقط على صراعها المذهبي مع أحفاد الخميني لأن المتضرر الوحيد هنا في هذا المشهد هو المواطن الخليجي الذي سيتحمل أعباء رفع الدعم عن العناصر الأساسية في حياة كل خليجي وهذا ما قد يسبب لها أزمة ثقة بين الحاكم و المحكوم نتيجة التدبير الغير عقلاني لمجموعة من القضايا التي تهم بلدانهم سواء كانت قضايا إجتماعية داخلية أو ما يعرف بالسياسة الخارجية وكيفية معالجتها مع الأعداء قبل الحلفاء غير ذلك سيتعقد الأمر أكثر مما هو عليه الآن على الأقل للإبتعاد عن سياسة التقشف في أقرب وقت ممكن حتى لا يطول الأمر ويستعصي عليهم تجاوزه في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة من تجاذبات و تقلبات أدت لمخاض طويل لا نعلم بماذا وأين وكيف سينتهي وحتى ذلك الحين على الحكومات هناك أن تسارع الزمن حتى لا يكون للربيع العربي جزأً آخر تحت عنوان #الربيعـالخليجي