بقلم:الصديق مكوار
ليست هذه المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يطلع فيها علينا فنان إما باكيا أوشاكيا او محتجا على الوضعية المزرية والمجحفة التي يعيشها الفن ببلادنا، آخر هذه الخرجات مانشره موقع “كود” للفنان أحمد حمود والذي هاجم بشراسة النقابة المغربية للفنون الدرامية متهما بعض أعضائها باستغلال الإطار من أجل مصالح شخصية على حساب باقي الأعضاء الذين يعانون من قلةفرص الشغل وعدم تكافؤ الحظوظ في الحصول على الدعم المخصص لقطاع المسرح من طرف وزارة الثقافة بالإضافة الى احتكار بعض الوجوه المستهلكة للأدوار في التلفزيون
قد نتفق وقد نختلف مع أسلوب خروج هؤلاء الفنانين ،لكننا لانختلف أبدا على حقيقة أن هناك مشكلا حقيقيا يضرب عمق المجال الفني والثقافي ..لانختلف أبدا أن هناك أموالا طائلة ترصد للأعمال الدرامية التلفزيونية ويلقى بالفتات للممثلين ….لانختلف أن حتى هذا الفتات لاتستفيد منه إلا قلة من الممثلين …لانختلف أن دعم المسرح في وزارة الثقافة عاش حقبة سوداء في عهد الوزير الصبيحي وتركت آثارأ وخيمة على المشهد المسرحي ببلادنا …
إن أي علاج لهذه الوضعية الكارثية لا يمكن أن يتم دون رؤية شمولية لقطاع الفن والثقافة ووفق أستراتيجية واضحة فوقية تتبناها الدولة وتعمل على أجرأتها كل القطاعات من رئاسة الحكومة وكل الوزارات والمجالس الجهوية والمجالس الجماعية …إنه لخطؤ جسيم أن نعتبر أن الرفع من الثقافة وأهلها هواختصاص النقابات و وزارة الثقافة …خطأ جسيم أن نعتبر الثقافة شيء ثانوي ورفاهية ،الثقافة هي عصب جوهري و أساسي في أي أصلاح مجتمعي وشيء حيوي كالماء والهواء…
نحن بحاجة ملحة ومستعجلة لمشروع ومخطط ثقافي ينخرط فيه الجميع ويواكب باقي المخططات الكبرى التي دشنها المغرب بكل ألوانها ،والتي تعكس طموحه ورغبته الجامحة في الإنفتاح على محيطه ببعديه المتوسطي والإفريقي،كل ذلك لن يتأتى إلا بتحصين أمننا الثقافي الذي نملك منه رصيدا كبيرا وضاربا في عمق التاريخ وكل مايلزمنا هومايقوله لي دائما أحد الأصدقاء الأعزاء :”كل واحد يدير خدمتو “
شاهد أيضاً
عبد الكريم الفن.. الرحيل المبكر
بقلم مصطفى الفن رحيل عبد الكريم الفن، الطبيب الأخصائيي في جراحة الأسنان بمرض لعين ظل …
التدافع السياسي في إسبانيا.. تقدم اليمين المتطرف بين مد وجزر
كتب سعيد إدى حسن* وأنا أتابع باهتمام وترقب شديدين ما تشهده الساحة السياسية الإسبانية، منذ …