قصة النساء اللواتي يدخلن لمستشفى محمد السادس للأم و الطفل ويخضعن لعمليات قيصرية أشبه بالخيال. لا أحد يمكنه أن يتصور أن امرأة خضعت لعملية قيصرية تصاب بحروق من الدرجة الثالثة دون أسباب واضحة.
هكذا قدم أعضاء من المجلس الفيدرالي، خلال ندوة، نظمت صباح أمس بالمركز الاستشفائي محمد السادس، واقع الحال بمستشفى الأم والطفل التابع للمركز الاستشفائي.
يؤكد الحاضرون و العاملون بقطاع الصحة، أن الأمر لا يتعلق بحالة أو إثنتين، بل ما يفوق المائتي حالة، أي أزيد من مائتي امرأة غادرت المستشفى مباشرة بعد الولادة في اتجاه مصلحة الحروق بمستشفى ابن طفيل.
لا أحد تمكن من معرفة الأسباب، حيث الطاقم الطبي المشرف على هذه العمليات حرص على تغيير “أسرة الولادة” و المواد المستعملة، حتى مادة التعقيم “بيتادين” تم تغييرها، ومع ذلك ظلت النساء تصبن بنفس الحروق.
تشكلت لجنة من العاملين بقطاع الصحة واتجهت صوب مدير المستشفى للإستفسار عن الأمر، وكانت الإجابة صادمة، مادة “البتادين” هي السبب. أخبر العاملون المدير أن “البيتادين” المستعملة بمصلحة الولادة هي نفسها المستعملة بقسم الولادة بمستشفى ابن طفيل.
و في اتصال بالدكتور هشام نجمي المدير العام للمركز الاستشفائي محمد السادس بمراكش، أكد هذا الأخير أن هذا المشكل لم يعد قائما باستثناء حالات قليلة جدا، آخرها كانت في شهر يوليوز المنصرم.
و أرجع المدير هذا الأمر لوجود حساسية لدى بعض النساء في مادة “اليود” المكونة للمواد التعقيم “البيتادين” و التي تؤدي لدى بعضهن لحروق كيميائية.
و أضاف نجمي أن إدارة المركز سبق و أن استشارت مكتب دراسات فرنسي، للتحقيق في الأمر، حيث خضعت مصلحة الولادة للبحث و التمحيص وتبين أن التجهيزات و البناء لا تشوبها أية عيوب، و أن الأمر له علاقة بالحساسية لدى بعض النساء.
و قال المدير إن مصلحة الولادة ستتم إعادة هيكلتها بسبب الإكتضاض الذي تعرفه، و كذلك ضيق فضاءات الاستقبال، كما سيتم خلق مصلحة للولادة بمستشفى ابن طفيل من أجل تفادي هذا المشكل.