اجتاحت حالة من الصراخ والعويل القنوات الفضائية المصرية بعد عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية وآخر استحقاقات خارطة الطريق بعد انقلاب الـ30 من يونيو في محاولة لدعوة المواطنين للنزول والمشاركة، الغريب في الأمر أنها تعد المرة الأولى التي ينقلب فيها “الإعلام المصري الخاص” التابع لرجال الأعمال على سياسة النظام والاعتراف بشكل قاطع بأن اللجان الخاصة بالانتخابات قد خلت بشكل كامل من الناخبين.
ويبدو أن حالة التغير التي طفت مؤخرًا على الساحة، كان أبرزها الهجوم الإعلامي على السيسي، حيث طالب إعلاميان مقربان من السلطة هما: إبراهيم عيسى ويوسف الحسيني بضرورة مواجهته بفشله في إدارة البلاد سواء من الناحية السياسية أو الأمنية أو غير ذلك، فالوضع بحسب أقوالهما يسير بالبلاد نحو كارثة.
وعلى الجانب الآخر طالبا بضرورة محاسبة السيسي على كل الأحداث التي تمر بها البلاد والأزمات التي يتعرض لها المواطن باعتباره المسئول الأول عن أفعال الحكومة والتي تنعكس بالسلب على المواطن خاصة في الفترة الماضية.
بدورهم الحلفاء الخليجيون للسيسي بدأو يتخلون تدريجيا عن الرجل ولعل هذا ما لمسه مراقبون من الموقف الأخير لحكام الإمارات الذين سخروا من نسبة المشاركة في الانتخابات المصرية، حيث علق الدكتور عبدالخالق عبدالله، ولي عهد أبو ظبي، ومستشار بن زايد، المغروف بمواقفه المساندة للسيسي على مقاطة الشعب المصري للانتخابات البرلمانية بالقول أن الشعب استجاب للإخوان في دعوتهم للمقاطعة، ولم يستمع لدعوت السيسي بالنزول، مشيراً إلى أنهم هزموه شر هزيمة، .
وكان المفكر والخبير السياسي الأمريكي چون اسبوزيتو توقع، حدوث انقلاب ناعم في مصر من قبل الجيش يطيح بالسيسي، فيما أشار إلى أن الإخوان المسلمين سيعودون لحكم مصر في وقت أخر .