أكد خبراء المتفجرات، الخميس 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أن القنبلة التي نشر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) صوراً لها، أمس الأربعاء، في العدد الأخير من مجلة “دابق” تتمتع بقوة تفجيرية تكفي لإسقاط الطائرة الروسية، إذا وضعت في أماكن حساسة وبالقرب من جسد الطائرة.
تنظيم داعش كان قد أعلن مسؤوليته عن تدمير الطائرة الروسية التي سقطت فوق أراضي سيناء في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقام بنشر صور القنبلة المستخدمة في إسقاط الطائرة، وظهرت في الصورة علبة معدنية لمشروب “شويبس جولد” وبجوارها ما يبدو أنه جهاز تفجير ومفتاح.
الصور تتطابق مع تقارير موسكو
وبالرغم من عدم وجود وسيلة للتحقق من صحة الصورة التي نشرها التنظيم، إلا أنها تتطابق مع أحدث التقارير الصادرة عن الاستخبارات الروسية، التي تشير إلى إخفاء قنبلة موقوتة في القمرة الرئيسية للطائرة.
وذكر سيدني ألفورد، خبير المتفجرات البريطاني، لصحيفة الإندبندنت البريطانية، أن العبوة البالغ حجمها 300 مل وأداة التفجير التي صورها التنظيم لديها القدرة على إسقاط طائرة إذا كانت قريبة بما يكفي لجسم الطائرة الخارجي.
وقال ألفورد: “بالنظر إلى حجم العبوة وبافتراض كثافة المتفجرات بداخلها، يبلغ وزن القنبلة 450 غراماً، ويمكن أن تؤدي إلى إسقاط طائرة حال وضعها على مقربة من الجسم الخارجي للطائرة دون أن تحجبها أي أمتعة عنها”.
ووفق ما ذكرته “الإندبندنت”، فإنه ومع صعوبة حصول التنظيم على الثنايا المعدنية لأداة التفجير (الصورة الوسطى التي نشرتها المجلة)، فإن ذلك يعني أنه حصل على القنبلة من خلال جهة أخرى مصنعة لتلك المواد.
ورغم أن تواجد مفتاح المؤقت في الصور أمر منطقي وفقاً للتفاصيل التي قدمها مسؤولو الاستخبارات الروسية، إلا أن ألفورد ذكر أن تنظيم داعش قد أضاف “ضوءاً أحمر على نمط أفلام هوليوود” للاستعراض فقط.
وأضاف قائلاً إنه بينما يوضح الضوء أن القنبلة قد تم تفعيلها، إلا أنه لا يوجد سبب واضح لإضافة ضوء آخر.
مكان وضع القنبلة
وقال جيمي أوكسلي، أستاذ الكيمياء المتخصص في المفرقعات بجامعة رود أيلاند، لرويترز، إن “المكان الذي توضع فيه العبوة هو المهم”.
وأضاف أن ذلك يعتمد على المكان الذي وُضعت فيه، وشدة المواد المتفجرة داخلها، قائلاً إن “وجود المتفجرات قرب الأماكن الحساسة في الطائرة كخط الوقود وقمرة القيادة وأي مكان قريب من جسم الطائرة يزيد من شدتها”.
وربط أوكسلي وخبراء آخرون بين هذه الافتراضية وقيام ليبيين بتفجير طائرة تابعة لشركة بان أميركان في الرحلة رقم 103 فوق بلدة لوكربي الأسكتلندية عام 198.
فقد أظهر التحقيق أن متفجرات موضوعة داخل جهاز تسجيل في حقيبة بالمنطقة المخصصة للأمتعة أحدثت فجوة قطرها 50 سنتيمتراً في جسم الطائرة، وأن انخفاضاً مفاجئاً في ضغط الهواء أدى إلى انشطار الطائرة وهي في الهواء.
ثغرة أمنية
وقال التنظيم إنه هرّب القنبلة إلى الطائرة الروسية بعدما وجد ثغرة أمنية في مطار شرم الشيخ، حيث أقلعت الطائرة وهي من طراز إيرباص إيه 321.
وأضاف أنه خطط في البداية لإسقاط طائرة تابعة لدولة تشارك في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لشن غارات جوية في سوريا والعراق، لكنه غير الهدف بعدما بدأت روسيا الضربات في سوريا.
وقالت المجلة: “تم تهريب قنبلة إلى الطائرة ما أسفر عن مقتل 219 روسياً وخمسة آخرين بعد شهر واحد فقط من قرار روسيا الطائش”.