بعد غياب ثلاثة عشر يوماً، وانعدام أي خبر عنه، قام رئيس النظام السوري بإجراء اتصال هاتفي، من مكان مجهول، ببعض ضباط نظامه. ولم يعلم التوقيت الدقيق الذي أجرى به الاتصال، كذلك لم تصرّح وكالة الأنباء الرسمية “سانا” إلا أن رئيس النظام قد أجرى اتصالا بضابطين موالين له.
وكان بشار الأسد قد اتصل بضابطين تابعين له، معبّرا عن سعادته الغامرة “بفك الحصار عن مطار كويرس”. ولم تشر الأنباء إلى أنه شكر الروس على طلعاتهم الجوية المكثفة، والتي ازدادت حدتها في الفترة الأخيرة، حيث تواترت الأنباء عن أن القصف الروسي لم يحقق أي إنجاز على الأرض، عمليا.
فكثّف الروس من ضرباتهم الجوية، مما أدى الى سقوط عشرات المدنيين السوريين، بين قتيل وجريح، وانتهى القصف الروسي أمس، بما أعلنته وكالة أنباء النظام السوري، بأنه تم فك الحصار عن مطار عسكري صغير في حلب الشمالية، اسمه مطار كويرس.
وعلّق خبراء في الشأن العسكري، على “فك الحصار” عن مطار كويرس، قائلين إنه لو كان فك الحصار عن مطار كويرس، يحتاج الى مئات الطلعات والضربات الجوية الروسية، كما حصل بالفعل منذ أسابيع، فما هو مصير سوريا “لو أراد الروس”، مثلا، “فك حصار عن مدينة كاملة”؟
وكان آخر ظهور مصوّر لرئيس النظام السوري، في الثامن والعشرين من شهر اكتوبر الماضي، مستقبلا وفداً فرنسيا. بعدها انقطعت أخباره، ولم تنقل عنه الصحافة المحلية أي تصريح أو قرار أو مرسوم.
وكانت الأنباء ذكرت أمس أن بشار الأسد سيقوم بزيارة الى منطقة “كويرس” إلا أنه عدل عنها في اللحظات الأخيرة، لأسباب أمنية، خصوصا بعد الأنباء التي روّجها أنصاره من أن حياته معرضة للخطر، وأن مقر إقامته، الذي لايزال مجهولا الى الآن، قد يتعرض لضربة جوية عن طريق طيران عسكري.
وأجرى الأسد اتصالا هاتفيا قصيرا مع ضابطين تابعين له أمس. وعبّر لهم عن شكره لقتالهما مع جيشه في “كويرس”. ولم يعلم ما إذا كان الاتصال قد تم من مكان ما في دمشق، أو اللاذقية. فلم تذكر وكالة أنباء النظام “سانا” شيئا عن القضية، بل اكتفت بالقول إنه أجرى اتصالا هاتفيا ببعض ضباطه.