أكد الملك محمد السادس، أن التلاحم بين ملوك الدولة العلوية والشعب المغربي هو مصدر القوة التي لا تقهر في الحفاظ على الوحدة الترابية والسيادة الوطنية والسهر على الأمن والاستقرار في ظل التمازج بين شتى الخصوصيات الثقافية.
وقال الملك في الرسالة السامية التي وجهها اليوم الجمعة ، إلى المشاركين في أشغال الدورة ال 20 لجامعة مولاي علي الشريف ، والتي تلاها عبد الحق المريني مؤرخ المملكة الناطق الرسمي باسم القصر الملكي ورئيس اللجنة العلمية لجامعة مولاي علي الشريف، إن هذا التلاحم كان “مصدر القوة التي لا تقهر في الحفاظ على الوحدة الترابية والسيادة الوطنية والسهر على الأمن والاستقرار في ظل التمازج بين شتى الخصوصيات الثقافية”.
وأبرز الملك أن تاريخ المغرب، ولا سيما العهود الأخيرة منه ليس مجرد إرث طويت صفحاته، وإنما هو أكثر من ذلك في دلالاته ومغزاه ، مشددا على أن الشعب المغربي “يعتبر اليوم أحوج ما يكون لمعرفة تاريخه الحافل بالنضال”.
وذكرت الرسالة الملكية بأن التاريخ الحديث للمغرب اقتضى من الشعب أن يخوض العديد من الملاحم للحفاظ على سيادته ووحدته واسترداد هذه السيادة والوحدة عند افتقادها ، بقيادة الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواهما، مشددا على أن “استيعاب هذا التاريخ بالنسبة لأجيالنا الحضارة، هو مصدر صمودنا في استمرار المسيرة التي نقودها اليوم في سبيل ترسيخ الوحدة والتنمية، وجعل حاضرنا جديرا بماضينا”.
وأشار الملك إلى أن جامعة مولاي علي الشريف ، التي اتخذت من مدينة الريصاني مقرا لافتتاح دوراتها ، باعتبارها مهد الدولة العلوية، دأبت على تناول تاريخ المغرب بالدراسة والتحليل، مضيفا أن “الذاكرة الوطنية الغنية بأمجادنا التاريخية ستظل مصدر إلهام لأجيالنا الحاضرة والمقبلة، ولهذه الغاية، أحدثت جامعة مولاي علي الشريف بهذه الجهة العزيزة علينا”.
وقال الملك في هذا الصدد ” إننا نتطلع إلى أن تعكس أبحاث الدارسين والمؤرخين والمهتمين، الأهمية الكبرى والحقائق الساطعة التي تحفل بها هذه الفترة الحسنية من تاريخ المغرب المعاصر، وأن تتم الاستفادة من الأبحاث الموضوعية المنجزة حول هذا العهد الحسني المجيد”، مبرزا أن جامعة مولاي علي الشريف “ستحظى بشرف صون تراثنا الحضاري التاريخي بمختلف تجلياته المادية واللامادية لكي نبني مستقبلنا الواعد الذي نتطلع إليه ونعمل من أجله”.
يذكر أن أشغال الدورة ال20 لجامعة مولاي علي الشريف تنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس حول موضوع “مصادر التأريخ لعهد الملك الحسن الثاني” .