عاش حي ليساسفة بالدار البيضاء على وقع الذهول بعد انتشار خبر العثور على جثة رجل ملقاة بين أشجار وأتربة ” كاريان السلباوي”، هذا وقد استأثر الموضوع على أحاديث الصغار قبل الكبار، كل يضع تصوراته وسيناريوهات يعتقد انها قريبة لأحداث الجريمة وقد تساعد في حل خيوطها المتشابكة،
ما زاد غرابة الجريمة والإحساس بصعوبتها هو الحالة التي وجدت عليها الجثة، بحيث لم يتمكن الطب الشرعي والشرطة القضائية من معرفة ملامحها او رفع بصماتها نظرا للمدة الفاصلة بين وقوع جريمة القتل و تاريخ العثور عليها، بالاضافة الى عوامل مرتبطة بمكان تواجدها لمدة تزيد عن ثلاثة ايام،
كل هذه المعطيات دفعت عناصر الامن بالحي الحسني تحت إشراف النيابة العامة الى توسيع البحث وطرح فرضيات مختلفة تفاوتت بين احتمال تعرض الضحية للاعتداء بغرض السرقة وهو في طريقه الى الحي الصناعي، تم برز ملف التبليغ عن اختفاء صاحب ” محلبة ” بحي ليساسفة 3 بلوك “س”، الامر الذي جعل عناصر الشرطة القضائية تتجه الى تعميق البحث في الاحتمال الثاني وتنتقل على وجه السرعة الى عين المكان يوم امس الاربعاء صباحا
وباشرت تحقيقاتها انطلاقا من اقرب نقطة ليتم الاستماع للعديد من الافادات حول حادثة اختفاء صاحب المحلبة منذ اربعة ايام وتركه لباب المحل مفتوحا ما جعل الكل يجزم انه تعرض للاختفاء القسري ما دفع شريكه الى التوجه الى مصالح دائرة ليساسفة للتبليغ عن تغيبه وسرقة المحل.
وفور تجميع مصالح الامن لجميع المعطيات المرتبطة بالضحية وظروف اختفائه تمكنت من تحديد هوية الجناة الثلاثة الذين تسببوا في مقتل الضحية المسمى قيد حياته (أحمد،أ )، وهو من مواليد تسريرت بتيزنيت سنة 1964.
لم تنتظر المصالح الامنية كثير حتى توجهت مساء الاربعاء صوب منازل الجناة لإلقاء القبض عليهم بتعليمات من النيابة العامة، لكن المفاجأة كانت قوية بعد علم الساكنة باسم الشخص الذي تم اعتقاله (ي،ب) هو شاب متزوج وأب لطفلة من مواليد سنة 1985 يشتغل بمصالح الإنعاش الوطني، لا تفصله الا أمتار عن المحل، فيما ساعده بحسب المعطيات التي توصلت اليها اخبار الحي كل من الشاب المعروف ب (ولد، ص) الذي تم اعتقاله في الوقت نفسه، ويرجح ان يكون الشخص الثالث المسمى (ي،).
وقد انتشر الخبر كالنار في الهشيم وسط ذهول ودهشة معظم من يعرفه، اذ نزل الخبر كالصاعقة وتفاوت ردود أفعال العامة بين مكذب للخبر وبين مستبعد نظرا لسمعة الشاب الهادئ المسالم، وبين من فتح العنان لتاويلات لامتناهية، إذ قال البعض منهم ان سبب الحادث يرجع الى نزاع بين الجاني والضحية حول سيجارة تسببت في نشوب الصراع مما أدى الى مقتل صاحب المحل، فيما ذهب البعض لربط الحادث بجرائم الشرف وسط قيل وقال لا ينتهي.
وبحسب مصادر اخبار الحي الحسني فان الحادث وقع نهاية الاسبوع الماضي بعد ان عمد الجاني رفقة شخصين الى الهجوم على المحل واقتياد صاحبه الى منزل (ي،ب) القريب، وأفادت نفس المصادر أن الجناة قام بإصابة الضحية على مستوى الرأس ما افقده الوعي ليتمكنوا بعد ذلك بخنقه وتكبيل يديه ورجليه تم العمل على نقله من مكان الحادث الى كاريان السلباوي الذي يبعد بحوالي 600 متر تقريبا، محاولة منهم إخفاء معالم الجريمة ظنا منهم أن جريمتهم كاملة، لكن اي قاتل كيفما كان ذكاؤه وفطنته لابد ان يترك وراءه بعض الأدلة تكون سببا في كشف جرمه.
هذا وينتظر ان يعرض الجناة على انظار العدالة بعد استكمال البحث وإعادة تمثيل الجريمة في غضون الساعات القادمة.